لأول مرة في اليمن
فنان تشكيلي "ينشر غسيله" في شقة صديقه

افتتح أمس المعرض التشكيلي الشخصي الأول للفنان /ريان نجيب. الجدير بالذكر أن فكرة أقامة هذا المعرض جاءت مغايرة لما هو متعارف عليه في إقامة المعارض التشكيلية، وهو ما جعلنا نلتفت إليه لفتة خاصة للوقوف على الغرض الحقيقي من أقامته وتفاصيله المغايرة.
وقد وجدنا ،إضافة إلى جمال الأعمال الفنية المعروضة، أكثر من تفصيل يدعونا للحديث عن هذا المعرض؛ أولها أن المعرض يقام في شقة متواضعة للغاية كما يصفها مستأجرها "صادق غانم". كما أن المعرض غير مكلف (مادياً)، حيث تعرض اللوحات على ما يشبه حبل غسيل وتثبت بواسطة "مساكات" غسيل بلاستيكية. وكذلك اللوحات كلها مرسومة على ورق A4"" بالحبر والفحم والرصاص. وقد فسر الفنان ذلك بالقول أن اختياره لهذه اللوحات واستثناءه لأعماله الأخرى الزيتية والمائية (والمبروزة) هو تعبير عن تقديره العالي لمبادرة أصدقائه بإقامة معرض له، فأراد أن يشارك أصدقاءه حماسهم بنفس الحب والبساطة التي يتشاركون بها أشياء كثيرة مثل الكتب والنقود والحب. مؤكداً أن ما حمله على عرض هذا النموذج من اللوحات ليس مراعاة لظروف المعرض وحسب، بل وأيضاً لأن هذه اللوحات قريبة جداً من قلبه، كأصدقائه، وهي أيضاً من أخر اللوحات التي أنجزها ويعتز بها كثيراً. وفي الأخير أكد الفنان أن هذا المعرض يأتي تعبيراً عن مزاجه ومزاج أصدقائه. وأنه يعتبر هذا المعرض و"بيت صادق للفن" فعالية ومؤسسة تتميزان (بالنسبة له ولأصدقائه على الأقل) على الكثير من الفعاليات والمؤسسات الفنية التي يغلب عليها عدم الاهتمام بالفن من أجل الفن، علاوة على الصدق والعفوية اللذين رعيا الفعالية.
ويتفق معدو المعرض مع الفنان، مؤكدين أن هذا المعرض، وإن كان تعبير احتجاجي ومحاولة للتنفيس عن النفس من الموات الذي يشل الحركة الثقافية والفنية، إلا أنه قبل كل شيء تعبير عن تقديرهم للفنان الشاب الذي يحب فنه ويخلص له أكثر من شيء آخر، وعبره يحاولون أن يقولوا شيئاً خاصاً أكبر من الصراخ والاحتجاج، إذ يهمهم في المقام الأول أن يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم بالشكل والطريقة التي تناسبهم.
ومن الجديد والطريف في هذا المعرض أنه أفتتح في الليلة السابقة لافتتاحه، حيث قام الأديبان "لطف الصراري" و"كمال شعلان" بقص الشريط في الساعة العاشرة مساء، بحضور عدد قليل من الأصدقاء، وذلك لتجنب الرسمية في أول يوم للمعرض، معوضين ما وصفوه بِـ"الازعاج" بافتتاح حميمي، بين التصفيق والضحك والفرح وقليل من حياء المغتبط، كما قال المشاركون بالافتتاح.
وقد قرر معدو المعرض ومشرفيه ما يلي:
- أن يستمر المعرض لمدة أسبوع كامل، وأن يكون وقت العرض ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء لكل من يرغب بزيارته، أما الأصدقاء فقد قُرر تمديد الوقت لهم حتى منتصف الليل.
- أن يعفى الجميع، بلا استثناء، من تعرفة الدخول التي كان قد اتفق على أن تكون خمسة ريالات (من حقنا).
- أن يخصص دفتر "محترم" يسجل عليه زوار المعرض انطباعاتهم. كما تقرر عرض هذه الانطباعات إلى جوار اللوحات في أخر يومين للمعرض.
- أن يتناوب كل من "صادق غانم" و"لطف الصراري" مسئولية الموسيقى المصاحبة للمعرض، حيث رشح المعدون مجموعة من أسماء الموسيقيين والفنانين منهم بيتهوفن، موزارت، نصير شمة، ياني، سيلنديون وماجدة الرومي إضافة إلى مقطوعات موسيقية تركية وإيرانية.
- أن يعاقب الفنان على "زنقلته" بجمع لوحاته لوحده يوم الأربعاء القادم في موعد أقصاه الساعة السادسة، وإلا قام الأصدقاء بالتهامها، بدلاً من مصادرتها كما حصل لبعض الفنانين.
- وبالمثل، أن يعاقب صاحب الشقة بإزالة مخلفات المعرض لوحده، ودونما مهلة محددة.
في الأخير، قرر تأجيل مناقشة برنامج "بيت العراطيط للفن" إلى بداية شهر يناير 2007م. وختم "صادق غانم" بالقول أن المهمة ستكون صعبة وتحتاج للكثير من الوقت، ولذا فإنه يعتقد أن النشاط، فيما يخص الفن التشكيلي تحديداً، قد يقتصر في النصف الأول للعام القادم على عرض لوحة أو لوحتين للفنان في كل أسبوع، وإدارة نقاش مفتوح مع الفنان.
بطاقة الفنان
ريان نجيب .
من مواليد 1983م، بني شيبه.
كلية التربية- مستوى ثالث.
شاعر وفنان تشكيلي.
عضو مؤسس لـــــِ"شلة العراطيط".
( تم التعديل بواسطة الإدارة )